الثلاثاء، 31 مارس 2009

لدي حلم


"لدي حلم" قالها زعيم الحقوق المدنية الاميريكي مارتن لوثر كينغ في العام 1963 و تحققت الاماني و الاحلام بعد عقود من الزمن. نعم ظهرت مجموعة لا تريد العدالة .. اعتقلت بأسم القانون .. عذبت بأسم القوة .. قتلت بأسم الدين.. لكنها بالنهاية لم تستطع ايقاف من اراد الحق و من اراد الحياة.


في نفس العام تم افتتاح مجلس الامة ليكون ممثل الشعب الكويتي.. حينها بدأت احلام النساء و احلام مناصري الحرية و المساواة من الرجال, قالوا هم ايضا "لدينا حلم" و لم لا فحلمنا حق مشروع و قد كفله الدستور, بدأت المحاولات و استمرت 42 عاماً ظهرت من خلالها مجموعة لا تريد العدالة, لحسن الحظ انها لم تقتل او تعذب من اراد تحقيق الهدف لكنها بالتأكيد عارضت و بشراسة بأسم العادات و التقاليد. و قاتلت بقوه بأسم الدين فأستمرت بترديد "لعن الله قوما و لوا امرأة عليهم". لكنهم بالنهاية فشلوا امام من اراد تحقيق المراد.. و حصلت المراة على حقوقها السياسية في العام 2005. بعدها بدأت النساء بالعمل مرة اخرى لتحقيق اهداف المرحلة المقبلة.



دكتورة الفلسفة السياسية هل تحقق الحلم الاكبر؟



ظهرت فجأة؟ نعم..

سخروا منها؟ نعم..

لم يؤمنوا بها؟ نعم..

قللوا من شأنها؟ نعم..

خيبت الظن؟ لا


اسيل عبدالرحمن العوضي كانت قريبة جداً من دخول التاريخ الكويتي في العام 2008 عندما حلت في المركز الحادي عشر في انتخابات مجلس الامة, 5173 ناخباً جعلوا تلك الليلة "ليلة الانتخابات" اكثر ليالي النائب الاخونجي ناصر الصانع رعباً.. كم كنت اتمنى ان ارى وجهه و هو يرى اصوات اهالي الدائرة الثالثة تجعل ناقصة العقل و الدين تهدده.


اليوم اعلنت الدكتورة اسيل عن خوضها انتخابات 2009 .. اليوم اسيل اعلنت التحدي.. اعلنت الدخول

و اليوم اعلن انا و من خلال هذه المتواضعة التضامن معها .. فـ "لدي حلم"





الاثنين، 30 مارس 2009

ازمة اللغات



يوجد في العالم حالياً 6 الآف لغة حية تقريبا, نصفها و على ذمة الكاتبة جيسيكا وليامز في كتابها (( خمسين حقيقة ينبغي ان تغير العالم)) امام خطر حقيقي, فهي في طريقها للأنقراض.. بل ان هذه اللغات تواجه خطراً اكبر بالانقراض من بعض الطيور و الثديات, فـمن خلال الخمس قرون الماضية شهد العالم اندثار 4.5% من اللغات – مقابل 1.3% من الطيور و 1.9% من الثديات!!


شيء خطير فعلاً انتهاء هذه اللغات فـهي شكل من اشكال التعبير الانساني الذي يميز البشر عن باقي المخلوقات و اندثار مجموعة منها قد يعني عدم وصول بعض الثقافات و الحضارات لباقي سكان العالم و الاستفادة منها و لذلك تقوم منظمة الامم المتحدة للتربية و التعليم و الثقافة أو كما يطلق عليها (يونيسكو) حالياً بمحاولات جادة لأيقاف هذه الظاهرة او على الاقل تقليل الضرر مع مساعدة من دول العالم المهتمة في هذا الموضوع.


ذلك ما يحدث في النصف الغربي من الكرة الارضية, محاولات متسميتة لأيقاف و معالجة ازمة العشر لغات التي تندثر..تختفي.. تنقرض كل عام. الآن لنلقي نظرة على النصف الآخر من هذا الكوكب ما رأيكم؟


النصف الشرقي ..و بشكل ادق "الجانب الشرق اوسطى" فهو على العكس تماماً فاللغات هنا صدقوني لا تنقرض..


انظروا الى لغة القمع فمن يمارسها هم الحكام و لا خطر عليها فهي ناجحة في ادارة شؤون الدولة العربية, اسألوا عن لغة التمييز بأشكالها فهي مزدهرة و يمارسها عامة الشعب ضد بعضهم البعض فـذاك يتحدث التمييز ضد المرأة بطلاقة و الآخر "بلبل" في التمييز ضد المذاهب الدينية.. اما ذلك الفتى فهو من افصح الشعراء في لغة التفرقة و التمييز القبلي, ابحثوا عن لغة الكبت.. لغة المنع.. لغة الاقصاء الخ ..ستجدونهم في "ايام عزهم".


الله يخلي حكوماتنا و شعوبنا التي ساهمت في تماسك و قوة هذة اللغات.. اما الغرب "فـخلي اليونيسكو ينفعهم"

الجمعة، 20 مارس 2009

اعتذار

3 ايام و انا احاول ان اكتب شيء عن عيدك.. و لكنني فشلت.. يا لخيبة الامل

سامحيني.. احبك و كل عام و انتِ بخير

الأربعاء، 11 مارس 2009

كـلمات اقرأها.. فأتذكر

"أي فعل يتسبب بألم او معاناة شديدين, سواء جسدياً او فكرياً, و يطبق بقصد على شخص من اجل اهداف معينة مثل الحصول منه على معلومات او اعتراف, او معاقبته على فعل قد ارتكبه او حتى اشتبه بأرتكابه له, او اكراهه بالتهديد او اجباره, او لأي سبب يرتكز الى التمييز من اي نوع, و ذلك عندما يكون الالم و المعاناة يطبقان من جهة حكومية او من مسؤول حكومي او اي شخص يتصرف ضمن سلطة رسمية او بتحريص من قبله او بموافقته"


ذلك كان تعريف الامم المتحدة للتعذيب, كلما قرأته تذكرت العاملة الهندية التي كانت تعمل في احد المنازل المجاورة لنا. اتذكرها.. اتذكر بيبي جيداً دائماً ما كانت تقول لي "ابني في نفس عمرك و انت تذكرني به" لا تستطيعون تصور فرحتي و انا اعلم بأن هناك احد يشبهني خصوصاً انني وقتها كنت طفل وحيد و غير قريب من باقي الاطفال في "الفريج", و لسعادتي وعدتها بأن اعطيها عدد من اشرطة الرسوم المتحركة لتهديها الى ابنها.


بعد وعدي الذي قطعته بأيام وجدت احد رجال الشرطة و هو يمسك بيبي بيده و يضربها بشده بيده الاخرى! شاهدت صاحبة المنزل و هي مؤيدة لما يفعله الشرطي و عرفت بالنهاية انها من اتهمها بالسرقة. سألت نفسي اذا كان الضرب بهذه القسوة يحدث امام العامة فما الذي يحدث بعيد عن اعيننا في مراكز الشرطة؟


مرت الايام, الاسابيع, الشهور, السنوات.. و لم تعد بيبي, ولا اعلم ما حل بها سُجنت ام ابُعدت عن البلاد.

كنت اشعر بالذنب كلما تذكرتها و كأنني من قام اتهامها و ضربها.. شعرت بتأنيب الضمير و انا ارى اشرطة الفيديو تملىء الرفوف و لم يذهب القليل منها الى ابنها الذي يشبهني.



______________________



العالم مكان خطير ليس بسبب وجود الاشرار فيه, لكن بسبب وجود من يرى الخطأ و يسكت – البيرت انشتاين.


"التطبيق المتعمد او المنهجي او الوحشي للمعاناة الجسدية او العقلية من قبل شخص او اكثر يتصرفون لوحدهم او تحت اوامر سلطة ما, وذلك لأجبار شخص أخر على تقديم معلومات او القيام بأعتراف او لأي سبب آخر."


هذا هو تعريف نقابة الاطباء العالمية للتعذيب.. اقرأه فأتذكر الصمت الرهيب من قبل الشعب الكويتي و وزارة الداخلية بعد ما نشرت بعض الصحف في العام 2007 صور رجلان يحملان الجنسية المصرية تعرضا للضرب و الحرق على يد مجموعة من رجال المباحث!! لم ارى اي استغراب من الاصدقاء او الاهل و انا احكي لهم عن ما تعرض له الرجلان من اهانة و تحقير.. كان الوضع على قولتهم "سهالات" و "يستاهلون, تلقاهم مسوين شي عود". بعد التدقيق و متابعة القضية اكتشفت ان التعذيب كان بسبب قضية تزوير لا علاقة للضحيتين بها!!


فكرة ان يتم تعذيبك لمجرد الاشتباه فكرة مخيفة جداً .. ما اخافني اكثر هو ما كتبه الاستاذ احمد البغدادي بعد ايام عن هذه الحادثة:

" من الواضح ان الموضوع لا يمثل اي اهمية لدى وزير الداخلية, مما يحملني على الاستنتاج ان مثل هذه الامور المشينة عادية الحدوث في اروقة المباحث الجنائية, والله يستر مما يحدث في امن الدولة التي لا تضع حتى يافطة على مبناها!"



___________________




"سوف استعمل الحميات لمصلحة المرضى بما يتوافق مع قدرتي, و سوف احميهم من الأذى و الظلم" – قسم ابقراط في العام 500 قبل الميلاد.


"يجب على افراد الطاقم الطبي و المساعد الا يشتركوا, بل يجب ان يعارضوا التعذيب او اي اساءات اخرى ضد حقوق الانسان" – دليل الاخلاقيات للكلية الامريكية للاطباء


اقرأه فأتذكر الشخص الذي يدعى عامر خليف المعتقل في سجون امن الدولة بالكويت, و اتذكر كيف خرج التقرير الطبي الذي يقول انه توفي بسبب هبوط حاد و "مفاجيء" في القلب.. بسهولة و مثل "شربة الماي"! لا يهمني ان كان عامر خليف شخص شرير و ارهابي فهو ان كان مذنباً فيستحق محاكمة عادلة, ما يهمني هو ما حدث كان انتهاك فاضح لأخلاقيات الطب, ان يقوم الطبيب او الطاقم الطبي المشاركة او حتى التغاضي عن اجراءات غير انسانية يعتبر جريمة و خيانة لأشرف مهنة و اعلاها منزلة.


تلك كانت كلمات تذكرني بما يحدث في الكويت, هناك المئات منها يذكرني بما يحدث في الوطن العربي.. يا ساتر!


الأحد، 8 مارس 2009

8 مارس.. عيد النساء


بدأت القصة في منتصف القرن التاسع عشر و تحديداً في مدينة نيويورك عندما قامت مجموعة من النساء العاملات بالخروج في مظاهرة يطالبن فيها تحديد ساعات العمل. وقتها كان حدثاً لا ينسى للمطالبين بالحقوق المدنية و المساواة بين الجنسين, مجموعة شجاعة من النساء اثبتت ان فكرة وجود مكان في العالم يعطي لكل ذي حق حقه هي فكرة غير خيالية, و ابتداء من العام 1910 اصبح العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي.. اليوم الذي يذكرهم بأول المظاهرات القوية .. يوم 8 مارس 1857.


تسعة و تسعون عاماً هو عمر الاحتفال العالمي للمرأة.. تسعة و تسعون عاماً ظهر من خلالها نساء غيرن تاريخ البشر. اتعرفون روزا باركس؟ هي امرأة كانت في العام 1955 تمتهن مهنة الخياطة كانت تجلس في مقعد بأحد الحافلات فطالبها احد الركاب اصحاب البشرة البيضاء بأخلاء مقعدها له فهو مخصص للبيض وهي و بكل بساطة رفضت و تمردت على القوانين العنصرية فتعرضت للضرب و الحبس و دفع الغرامة. استفز ذلك السود و بدأت حملة مقاطعة وسائل النقل ل 14 شهر تقريبا و انتهت الحملة بحصولهم على حقوقهم المدنية كاملة.


هي ببساطة من قال عنها مارتن لوثر كينغ "انها افضل مواطني مونتيغمري" و قال عنها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون "هي من اعطتنا الطريق لنعرف معنى الحرية". امرأة واحدة منحت الملايين من الامريكيين الحق للعيش بكرامة. قبل موتها بـ4 سنوات تم افتتاح متحف لصاحبة اشهر كلمة "لا" في التاريخ الحديث و بداخله الحافلة الشهيرة لتكون رمزاً من رموز الحرية.


روزا باركس لم تكن آخر النساء العظيمات .. لم تكن آخر من غير اوضاع الدول العظمى.. فهناك البريطانية الشهيرة مارغريت تاتشر

او كما يلقبها الانجليز ((المرأة الحديدية)) هي اول قائد سياسي بريطاني يفوز في 3 انتخابات وطنية متتالية و اعتبرها الانجليز في احدث الاستطلاعات اعظم رئيسة وزراء في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت حكمها شهدت بريطانيا خصخصة قطاعات البنية التحتية مما ادى الى تطور الاقتصاد البريطاني بشكل ملحوظ.


هذه كانت نماذج بسيطة لنساء قويات.. فأين نساء العرب في يومهن العالمي؟ ما الذي استطعن تغييره؟ لا شيء.. انا الومهن لأنني على علم انهن قادرات على فعل الفارق و لكن ارى استسلاماً و خضوع للذكر و لا ارى ثورة كبيرة و مطالبة كما حدث في الدول العظمي, صحيح ان النساء في جميع بلدان العالم حتى في الولايات المتحدة يواجهن تمييز على اساس الجنس لكن هناك خطوات واضحة و بارزة لأنهاء هذه الازمة و المرأة هناك تقاتل و تكافح من اجل المزيد من الحقوق و هي في طريقها للحصول على المساواة بشكل كامل قريباً و على العربية الاستفادة من تجارب الغير. لا الخضوع للرجل لمجرد انه ذكر قوام عليها.. لا للاستسلام امام من يردد عليها انها خلقت لتكون اسيرة المنزل و آلة للتفريخ و خلق هو ليعمل و يصرف ويلهو و يلعب و يتزوج .. و عليها ان تطلق اول "لا" امام من يقارن بين الجنسين .. و تصرخ نعم للحقوق المتساوية.


وعلى طارى المقارنات, اتذكر مقولة جميلة للمفكر طارق حجي قالها رداً لمن يقارن النساء بالرجال: انني أؤمن بأن المرأة ليست مساوية للرجل ؛ بل أنها كائن أفضل . يكفي أن النساء بريئات من أنهار الدم وطوفانات الحروب التى قاد البشرية إليها ذلك الوحش المسمي “بالأنا الذكوري”. وأوافق بالكلية الشاعر الفرنسي العظيم أراغون فى قوله : “ لو وقف جميع رجال الكرة الأرضية لمدة خمسين سنة متصلة يعتذرون للنساء عما فعله بحقهن الذكور على مدى التاريخ البشري ؛ لما كان ذلك كافيا."




سعيد جداً عندما اشاهد الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الدول المتقدمة عن طريق شاشات التلفزة او عن طريق جهاز الكمبيوتر, لكنني في نفس الوقت حزين جداً و انا ارى هذا الحدث المميز و المهم يمر مرور الكرام على نساء الدول العربية بشكل عام و على نساء بلدي الكويت بشكل خاص.. حزين ايضاً لعدم وجود جهات اعلامية تحاول ان تنشر الوعي للنساء و تعريفهم بحقوقهن و تبين للجميع اهمية هذا اليوم العالمي, فكل ما شاهدته مقالة هنا و مقالة هناك في بعض الصحف.. و مقابلة وحيدة قصيرة جداً من قناة الوطن مع اول وزيرة في تاريخ الكويت ((معصومة المبارك)) على برنامج صباح الوطن الغير متابع بشكل كبير كونه برنامج يعرض لشريحة معينة من الناس.

مقابلة اجرتها احدى المجلات العربية مع الدكتور سعاد الصباح سألها الصحفي: ما تعليقك على جملة الفريد دوفييني الشهيرة حين قال "بعد ان درست ظروف المرأة في كل مكان و زمان, وصلت الى خلاصة انه عوضا ان نقول لها صباح الخير علينا ان نستبدلها بكلمة اعتذار
" ؟

فردت عليه: " ليس فقط الفريد دوفييني الذي يقول عذراً للمرأة, بل على رجال القبيلة العربية ان يقولوا لها عذراً
على احتلالنا لذاكرتك و فكرك و خياراتك منذ الف عام.. دون رضاك.. دون ارادتك.. و دون ان يكون معنا عقد ايجار.. عذراً لأننا حبسناك.. و خبأنا مفاتيح الكلام في جيوبنا.. و لم نحترم حقوق الانوثة.. و لم نحاول ان نحترم الانسان.. وبقيت اعلامنا الحمراء.. مرفوعة فوق اسوار ممتلكاتنا.. التي لا تغيب عنها الشمس" .

السبت، 7 مارس 2009

لماذا مفهوم العلمانية مُسْــتقبح لهذه الدرجة ؟




في مناسبات مختلفة سمعنا عن هذا المفهوم "القبيح" كما يحبوا أن ينظروا إليه علماء الدين و بعض المسلمين و الشعوب الخليجية, لدرجة أنه كل منا مر بتجربة في درس حوله بشكل قصير جداً في مناهجنا التعليمية في مرحلة الثانوية.

لكن, لماذا هي قبيحة لهذه الدرجة ؟ و ما هي الخطورة التي يمكن أن تشكله العلمانية اتجاه الإسلام ؟ فلنرى..

تُعرف العلمانية بأنها فصل الدين عن الدولة و الحياة. لاحظ كلمة "فصل" فهي لا تعني "إلغاء" أي محو الدين بشكل كامل عن حياة الجميع كما يحب أن يوضح بعد علماء الدين و الناس لبعضهم البعض في الدول الإسلامية و منها مملكتنا الغالية. لكن ما أثر العلمانية على كل إنسان مسلم لو افترضنا أنها طُبقت في أجل غير معلوم ؟

العلمانية بدستورها الأولي تحمي الدين, أي أنها تحمي مقدساته سواء كان من سوء أو بلا و ما اذا كانت هناك دولة ما تعاني الأمرين من الإنقسام الديني أو المذهبي و هناك جبهات تتصارع و تختلف في حكم دين أو مذهبٍ ما بالدولة أو التشكيلة الحكومية لها فالحل هو الحيادية بينهما. أي مرةً أخرى العلمانية تنظر للدين بنظرة حيادية فهي لا تدخله في شؤون الدولة و دستورها بمعناه أن ليس على كل فردٍ أو مواطن ليس مسلم أو مسلم نص كم في أن يمارس الفروض و الشعائر الدينية رغماً عنه أو سوف يتعرض بعقوبة الرجم أو الجلد أو السيف بإسم الدين الحاكم.

طبعاً هو حلم أي إنسان حر أن يعيش في دولة علمانية لأنه لن يتعرض للأذى الجسدي ما إذا لم يرد أن يقوم بفرض ديني معين, و هذا يا أعزائي ليس اهانة للدين أو تخلص منه, بل بالعكس..أنظر للحال اذا تعددت طوائف في دولة إسلامية و كلٌ يريد أن يطبق شرائعه الخاصة كما يرى..سوف تحدث فوضى داخلية بالتأكيد !

جميع دول العالم المتحضر قائمين على مبدأ العلمانية في دستورهم الحكومي بغض النظر عن ديانات أعضائه و تشكيلاته

فالأهم بالنسبة للعلمانية ليس الدين بل الإنسان, العلمانية تقدس الإنسان بمعنى أنها تحميه على الصعيد الأمني لا تؤذيه ما اذا لم يرد أن يؤدي فرض معين من دين ما على سبيل المثال, لا على الإطلاق و هي أيضاً تحمي الدين بأن يستمر معتنقيه بممارسة فرائضهم القدسية بعيداً عن التدخل بشؤون الدولة لأن الدين محكوم بشرعيات غيبية ربما لا تتماشى مع تقدم الزمن, و هذا ما انتبهوا اليه دول العالم المتحضر سواء في شرق آسيا و أوروبا و أميركا بشمالها و جنوبها و بعض دول شمال أفريقيا.

ما أعنيه من كل هذا هو, أكرر العلمانية ليست عدو الدين إنما هي حماية له , فاليوم الدول الإسلامية تعاني من التناقض في التعامل مع التحضر, وكل شيء يرجع للقضاء الديني ماذا سوف يحرم أو يحلل حسب الريح, و هذا بحد ذاته لعب في أوراق الدين و ربما يغضب فئة و يرضي فئة و تتنشر الشرارات و المشاحنات حول العديد من القرارات و التطورات.

أنظروا الى بريطانيا على سبيل المثال, تسمح للمسيحيين بممارسة طقوسهم الدينية, و بناء كنائسهم, تسمح للمسلمين (الذين هم بنفسهم يرفضون العلمانية لو كانت دولتهم) بممارسة طقوسهم و بناء مساجدهم و الدعوة الى الدين عن طريق الندوات و المحاضرات العامة و المظاهرات و هذا كله..لم تقف في وجه أحد الا اذا كان قد يمس الأمن القومي للمواطن!

فعلى سبيل المثال لو حصلت هنا, تكون هناك شرطة اداب عامة بدلً من "هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" أي أنه اذا تم التعدي على مواطن سواء كان ذكر أو أنثى او تعرض للمضايقة فإنه يمارس عليه نوع من أنواع العقوبة العادلة لمثل هذا الجرم. و لن تجبر المؤسسات التجارية الضرورية و المستشفيات و التموينات و المطاعم و محطات البنزين على سبيل المثال من التوقف عن العمل أوقات الصلاة بدل من أن يذهبوا إلى الصلاة يقفون وراء المسجد بالثرثرة و الضحك و التدخين بينما المستهلك المسافر الذي في عجلة من أمره ينتظر أن تنتهي الصلاة في ركعتها الثانية بسورة "طه" كاملة و ينتهي الأمر به الى ضرر نفسي و بدني.


ما أود أن ألخصه الى اعزائي القراء و خاصة من يعيش في مجتمع إسلامي بحت أنه يجب عليك أن تعلم ما إذا ذكر شيء ما بُغضَ و حُرِمْ من قبل رجال الدين فعليك أن تبحث عنه بنفسك و أن تنظر لمفهومه بطريقة حيادية تتناسب مع عقلك و مفهومك للحياة و أن تنظر لها من مصلحة الجميع و البشرية.

الجمعة، 6 مارس 2009

هل إخفاء حقيقةً ما..يريحك ؟


الكل منا يعلم أنه ربما تكون هناك حقيقة ما تخصنا شخصياً أو حياتنا بشكل عام سواء في مشاكل أو عيوب شخصية أو مالى ذلك, أقول نُخفى لكي لا يعلم من حولنا من أصدقاء أو زملاء أو أقارب بها مما يجعلنا نشعر بالراحة النفسية و الطمأنينة الإجتماعية.

دعوني أقول لكم أني لا أنكر أني منهم, فأنا بطبعي كأنسان اجتماعي أخفي الكثير مما يخصني على الصعيد النفسي و العائلي أو الأسري إما لكي لا أزعج الأخرين بها أو لأني أخجل منها أو لكي أحتفظ بجانب غامض اتجاه من حولي. الكل ربما يشاركني بشيء من ما ذكرت قبل, لكن دعوني مرةً أخبركم ..

أنه بحذرنا و إخفائنا و الحرج من ذكر مايخصنا اتجاه الناس المقربين ماهو الا عادة لا مبرر لها بداعي الإحتفاظ بهذه الحقيقة خوفاً من خسران فضولهم أو حسدهم أو فقدان اهتمامهم أو استقبال السخرية أو التقليل من شأنك. نعم, يبدو الأمر صحيح منطقياً بتجنب ماذكرت من أسباب هنا, لكن ماذا لو علموا بها فجأةً او من دون أن تنتبه أو اكتشفوا ذلك من أنفسهم ؟


ما أود أن أوصله لكم هو أن الصراحة مهمةٌ جداً خصوصا في الأمور الشخصية الحساسة التي تشعر بالحرج أو بالخوف منها, لأنه ان لم تكن صريحاً مع من تحب أو تعز فسوف تكون علاقتك به هشة من ناحية الثقة. و عليه, كن واثقاً أن صراحتك و كشف مايضرك أو تخشاه شخصياً في حياتك الخاصة مع من يهتموا بك هيا مفتاح الاستمرار و مقياس لاختبار هذا الإنسان العزيز.

و صدقوني ان أخذ الأمور ببساطة خفيفة هو مفتاح النجاح النفسي في كل الأمور الإجتماعية, فأنت هنا لكي تعيش بسعادة لا لكي تتحفظ أو تخاف أو تخفي شيءً ما على من يهتموا بك من مقربين سواء أصدقاء أو أحباء أو أقرباء, فيجب أن تحاول أن تكون كالكتاب المفتوح لهم من ما تخشاه أو تبغض أو تحب, فالقوة تكمن في الثقة أولاً ثم التحمل الجسدي.