السبت، 29 أغسطس 2009

صورة شخصية و شعر مقصوص



أنا ضربتك.. نعم


لكن ضرباتي لك ليست تسلطاً أو لفرض السيطرة.


أنا ركتلك.. نعم


لكن ركلاتي لم تكن ظلماً أو عدوانية.


انا لكمتك.. نعم


لكن لكماتي لم توجه الى وجهك الجميل لأنني لم اجد أحد غيرك افرغ فيه غضبي.


خشوتني و قسوتي كلها معك لم تظهر الا لأنني اعشقك.. لأنني احبك.. لأنني لا اتحمل ان اراك مخطئة و عاصية لي. لا اعلم ما الذي غيرك فهذا انا لم اتغير و يتغير اسلوبي معك منذ بداية ارتباطنا .. فلماذا تتذمرين هل هناك احد يتذمر و يشتكي من الحب؟ غريب امرك و عجيب


اتعلمين ما هو اكبر خطأ وقعت به؟ غلطتى الكبرى عندما قررت ان البي طلباتك و اوفر لك الكتب و الاعمال الفنية التي تطلبينها مني, لم اكن اعلم انني من خلالها اهدم منزلي و حياتي الزوجية. اتذكر اليوم التي طلبت فيه مني ان اشتري لك نسخة من لوحة ( *صورة شخصية و شعر مقصوص ) للفنانة فريدا كالو - يا الهي كم هي قبيحة هذه المكسيكية لا اعلم كيف وافقت الحسناء الجميلة سلمى حايك ان تقوم بتجسيد شخصية امرأة بشعة في احد افلامها - و اتذكر بعد ان جعلتيها تتوسط حائط غرفة المعيشة كيف اصبحت ترددين "لا للظلم" , " من يسترد كرامة النساء المسلوبة" , " لا للعنف ضد المرأة" و كأن هذه اللوحة ايقضت الانسانة القوية الحرة التي بداخلك!


صدقيني لولا هذا الحب و الهيام لما كسرت العصى على رأسك, فهذه العصى ثمينة معنوياً و قريبة الى قلبي, فهي تعود لوالدي الذي ورثها من والده هو الآخر.. للأسف لم استطع المحافظة عليها, يبدو انهم كانوا اكثر رأفة مني امام زوجاتهم..


ثقي بي لولا هذا العشق لما قطعت العقال على ظهرك.. حسناً اعترف لم تكن له معزة خاصة و هو ليس ثمين مادياً او معنوياً و لكن, الا ترين انني اتلف اشيائي الثمينة و الغير ثمينة عليك؟


يا حبيبتي اتركي هذي التفاهات و الافكار التحررية الغربية و عودي الى المنزل فليس لكي مكان افضل من بيتي.. عفواً اقصد بيتنا.


***


(( صورة شخصية و شعر مقصوص ))



في العام 1940 و بالضبط بعد عام من طلاقها من زوجها الرسام دييجو ريفيرا الذي جعل حياتها جحيماً لا يطاق قامت الرسامة و المناضلة السياسية المكسيكية فريدا كالو برسم صورتها في لوحة تحمل أسم (صورة شخصية و شعر مقصوص) تظهر فيها فريدا بشعر قصير مرتدية بذلة رجالية و تجلس على كرسي في غرفة فارغة و ممسكة بمقص و خصلات شعرها الطويل متناثرة على ارضية الغرفة - قامت بقص شعرها الطويل بنفسها - و في اعلى اللوحة نجد نص باللغة اللاتينية و اسفله نوتة موسيقية. الترجمة العربية للنص اللاتيني "اسمعيني, اذا كنت قد احببتك فذلك كان بسبب شعرك الطويل, اما الآن و بهذا الشعر القصير فأنا لم اعد احبك" و هي بالمناسبة كلمات اغنية من التراث المكسيكي تعكس وجهة نظر الرجل الظالمة للمرأة. فالشعر القصير يعني الذل و العار.


قامت فريدا برسم اللوحة لتقول انها لم تخسر شيئاً بعد قص شعرها الطويل, لم تخسر شيئاً بعد رحيلها من زوجها المسيء لها و خصلات شعرها الساقطة على الارض بالقرب من قدميها تعني انها اصبحت غير مهتمة بالتقاليد البالية و لا لقيم المجتمع الذكوري الظالمة.


الاثنين، 17 أغسطس 2009

عدنا



مرحباً..اعلم انني لم اقم بكتابة اي تدوينة منذ فترة ليست بالقصيرة و اذا كان هنالك قراء او متابعين لهذه المدونة فأنا اعتذر لهم عن هذا الانقطاع المفاجيء. حسناً كل ما في الامر انني حاولت مراراً الكتابة و لكن لم استطع ولا ادري ما السبب, بكل صراحة صيف هذا العام تعيس جداً - لعب بنفسيتي – حرارة لا تطاق, الغبار يملىء الهواء و الصدور, وفاة مايكل جاكسون, ازمة ايران, انتحار شاب كويتي, ممارسة النقاق الاجتماعي في صالات الافراح بجدارة.. هل هذه الامور تبعد الشخص عن التدوين؟ ممكن..

المهم انني اصريت على المحاولة و شغلت برنامج المايكروسوفت وورد آملاً ان يظهر المصباح المشتعل فوق رأسي معلناً عن مرور فكرة استطيع بمساعدة لوحة المفاتيح ترجمتها على الشاشة كما يحدث في مسلسلات الرسوم المتحركة.. لكن لاشي. استمر هذا الوضع عدة اسابيع حتى استطعت ان اكتب مقالين وجدت انهما قد يسببان صدمة للأشخاص الذين يعرفونني شخصياً, فققرت ان احتفظ بما كتبت كـ مسودات في اللابتوب, قد انشرها في وقت لاحق عندما ارى انني لم اعد استطيع التفكير بصمت و ان الوقت قد حان للأنفجار!


****

ما ان فتحت نافذة برنامج الماسنجر في صباح يوم الاحد 16 اغسطس حتى اجد هذه الكلمات موجهة لي من احد الاشخاص "شنو يعني يموت 40 مادري 50 كويتي؟ شنو يعني اكيد عادي.. لكن لما يموت جلب اسمه مايكل جاكسون تقلب الماسنجر فوق تحت مع انه مسيحي كافر, خلك مع هيث لدجر و مايكل جاكسون الحس مكاويهم هالخنازير.. الخمة هذيلا تبجبج عليهم, يعني انا الليبرالي .. انا الانساني الي احس بالناس. عسى الله يحشرك مع من تحب يوم القيامة" !! اغلقت البرنامج في وجهه و بدأت بالتنقل بين مواقع الاخبار لأتابع بكل حزن ما حدث في الجهراء. فشكراً للشخص الذي نقل لي الخبر بهذا الاسلوب الراقي المليء بالكلمات الرقيقة.


****


افكر جدياً في انشاء مدونة جديدة بعيدة عن المواضيع المملة الجادة, مدونة اخرى خفيفة الظل اكتب فيها عن الافلام السينمائية و الغير سينمائية, عن الموسيقى, عن الكتب و الرياضة.. عن اشياء لا تصلح للنشر هنا. ماذا عن عواصف نعسان؟ بالتأكيد لن اترك التدوين هنا و استسمر معها.


الى هنا اترككم و اعدكم انني سأطل عليكم اسبوعياً.. الى اللقاء :)