الأحد، 8 مارس 2009

8 مارس.. عيد النساء


بدأت القصة في منتصف القرن التاسع عشر و تحديداً في مدينة نيويورك عندما قامت مجموعة من النساء العاملات بالخروج في مظاهرة يطالبن فيها تحديد ساعات العمل. وقتها كان حدثاً لا ينسى للمطالبين بالحقوق المدنية و المساواة بين الجنسين, مجموعة شجاعة من النساء اثبتت ان فكرة وجود مكان في العالم يعطي لكل ذي حق حقه هي فكرة غير خيالية, و ابتداء من العام 1910 اصبح العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي.. اليوم الذي يذكرهم بأول المظاهرات القوية .. يوم 8 مارس 1857.


تسعة و تسعون عاماً هو عمر الاحتفال العالمي للمرأة.. تسعة و تسعون عاماً ظهر من خلالها نساء غيرن تاريخ البشر. اتعرفون روزا باركس؟ هي امرأة كانت في العام 1955 تمتهن مهنة الخياطة كانت تجلس في مقعد بأحد الحافلات فطالبها احد الركاب اصحاب البشرة البيضاء بأخلاء مقعدها له فهو مخصص للبيض وهي و بكل بساطة رفضت و تمردت على القوانين العنصرية فتعرضت للضرب و الحبس و دفع الغرامة. استفز ذلك السود و بدأت حملة مقاطعة وسائل النقل ل 14 شهر تقريبا و انتهت الحملة بحصولهم على حقوقهم المدنية كاملة.


هي ببساطة من قال عنها مارتن لوثر كينغ "انها افضل مواطني مونتيغمري" و قال عنها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون "هي من اعطتنا الطريق لنعرف معنى الحرية". امرأة واحدة منحت الملايين من الامريكيين الحق للعيش بكرامة. قبل موتها بـ4 سنوات تم افتتاح متحف لصاحبة اشهر كلمة "لا" في التاريخ الحديث و بداخله الحافلة الشهيرة لتكون رمزاً من رموز الحرية.


روزا باركس لم تكن آخر النساء العظيمات .. لم تكن آخر من غير اوضاع الدول العظمى.. فهناك البريطانية الشهيرة مارغريت تاتشر

او كما يلقبها الانجليز ((المرأة الحديدية)) هي اول قائد سياسي بريطاني يفوز في 3 انتخابات وطنية متتالية و اعتبرها الانجليز في احدث الاستطلاعات اعظم رئيسة وزراء في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت حكمها شهدت بريطانيا خصخصة قطاعات البنية التحتية مما ادى الى تطور الاقتصاد البريطاني بشكل ملحوظ.


هذه كانت نماذج بسيطة لنساء قويات.. فأين نساء العرب في يومهن العالمي؟ ما الذي استطعن تغييره؟ لا شيء.. انا الومهن لأنني على علم انهن قادرات على فعل الفارق و لكن ارى استسلاماً و خضوع للذكر و لا ارى ثورة كبيرة و مطالبة كما حدث في الدول العظمي, صحيح ان النساء في جميع بلدان العالم حتى في الولايات المتحدة يواجهن تمييز على اساس الجنس لكن هناك خطوات واضحة و بارزة لأنهاء هذه الازمة و المرأة هناك تقاتل و تكافح من اجل المزيد من الحقوق و هي في طريقها للحصول على المساواة بشكل كامل قريباً و على العربية الاستفادة من تجارب الغير. لا الخضوع للرجل لمجرد انه ذكر قوام عليها.. لا للاستسلام امام من يردد عليها انها خلقت لتكون اسيرة المنزل و آلة للتفريخ و خلق هو ليعمل و يصرف ويلهو و يلعب و يتزوج .. و عليها ان تطلق اول "لا" امام من يقارن بين الجنسين .. و تصرخ نعم للحقوق المتساوية.


وعلى طارى المقارنات, اتذكر مقولة جميلة للمفكر طارق حجي قالها رداً لمن يقارن النساء بالرجال: انني أؤمن بأن المرأة ليست مساوية للرجل ؛ بل أنها كائن أفضل . يكفي أن النساء بريئات من أنهار الدم وطوفانات الحروب التى قاد البشرية إليها ذلك الوحش المسمي “بالأنا الذكوري”. وأوافق بالكلية الشاعر الفرنسي العظيم أراغون فى قوله : “ لو وقف جميع رجال الكرة الأرضية لمدة خمسين سنة متصلة يعتذرون للنساء عما فعله بحقهن الذكور على مدى التاريخ البشري ؛ لما كان ذلك كافيا."




سعيد جداً عندما اشاهد الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الدول المتقدمة عن طريق شاشات التلفزة او عن طريق جهاز الكمبيوتر, لكنني في نفس الوقت حزين جداً و انا ارى هذا الحدث المميز و المهم يمر مرور الكرام على نساء الدول العربية بشكل عام و على نساء بلدي الكويت بشكل خاص.. حزين ايضاً لعدم وجود جهات اعلامية تحاول ان تنشر الوعي للنساء و تعريفهم بحقوقهن و تبين للجميع اهمية هذا اليوم العالمي, فكل ما شاهدته مقالة هنا و مقالة هناك في بعض الصحف.. و مقابلة وحيدة قصيرة جداً من قناة الوطن مع اول وزيرة في تاريخ الكويت ((معصومة المبارك)) على برنامج صباح الوطن الغير متابع بشكل كبير كونه برنامج يعرض لشريحة معينة من الناس.

مقابلة اجرتها احدى المجلات العربية مع الدكتور سعاد الصباح سألها الصحفي: ما تعليقك على جملة الفريد دوفييني الشهيرة حين قال "بعد ان درست ظروف المرأة في كل مكان و زمان, وصلت الى خلاصة انه عوضا ان نقول لها صباح الخير علينا ان نستبدلها بكلمة اعتذار
" ؟

فردت عليه: " ليس فقط الفريد دوفييني الذي يقول عذراً للمرأة, بل على رجال القبيلة العربية ان يقولوا لها عذراً
على احتلالنا لذاكرتك و فكرك و خياراتك منذ الف عام.. دون رضاك.. دون ارادتك.. و دون ان يكون معنا عقد ايجار.. عذراً لأننا حبسناك.. و خبأنا مفاتيح الكلام في جيوبنا.. و لم نحترم حقوق الانوثة.. و لم نحاول ان نحترم الانسان.. وبقيت اعلامنا الحمراء.. مرفوعة فوق اسوار ممتلكاتنا.. التي لا تغيب عنها الشمس" .

هناك 7 تعليقات:

  1. أمتعتني جداً بما كتبت ، بمعلومات جميلة ، بعضها جديد علىّ و أكثرها كان بذاكرتي ومحته الأيام ..

    شكراً قلمك جميل و تحية لروح السيدة روزا باركس
    ولكن لدى ملاحظه .. في بداية المقال ذكرت منتصف العقد .. والعقد هو عباره عن عشر سنوات .. لذا يفترض استبدال تلك الكلمة بمنتصف القرن :)

    بالاضافه الى اخطاء املائية في المقالات السابقه وخاصة بكلمة ( هي ) التي تكتب كذلك لا ( هيا ) .. ومدونتكم تستحق الدعم واتمنى اننا قمنا بدعم بسيط بإسم مدونة خبزة التي بدأت صغيره و لقيت الدعم من المدونين الشباب .

    استمر بهذا الخط و أفعم مقالاتك بما هو مفيد من معلومات و احداث .

    ناقوس

    ردحذف
  2. ناقوس

    فعلاً إنه لشرف كبير بحد ذاته أن يكون أول تعليق على بداية مدونتنا المتواضعه منك شخصياً كأحد المدونين الذين أنا و شريكي fastfooder متأثرين و محبين لأسلوبهم كما هو واضح في هدفنا و سردنا لأفكارنا المتواضعة هنا.

    لا أعرف كيف أشكرك بكل حرج على تنبيهك بأخطائنا اللغوية أو الإملائية بدايةً, و نعم التنوير, و هذا فقط بداية طريق لطرح مافي خواطرنا و إن كانت بصورة متواضعة أو ركيكة.

    أسعدتنا جداً بمرورك و تشجيعك و دعمك بأسمك و بأسم مدونتكم "خُــبزَة".

    فعلاً أشكرك مرةً أخرى, و نتمنى أن تستمروا أنتم أيضاً عن سرد ما يحاكي أفكارنا و خواطرنا و يمتعنا.

    ردحذف
  3. ناقوس.. الظاهر لأني وايد "متعقد" من هالقضية كتب عقد p:

    ردحذف
  4. أعزائي يمناسبة يوم المرأة العالمي...
    تقام اليوم حلقة نقاشية حول "واقع المرأة: الطموح والتحديات"
    اليوم الأثنين الساعة 6:30 بجمعية الخريجين....
    هذه الحلقة من تنظيم صوت الكويت..
    وسيكون هناك لفيف من نساء المجتمع والذين لمعوا في شتى المجالات والذين سيشاركون معنا اليوم
    ودمتم

    ردحذف
  5. مدونة رائعة بأقلام شباب أبناء البلد، أتمنى لكم التوفيق و أرفع لكم شعار الدعم في مشوار طريقكم للعظمة.
    أخوكم، كاريزما

    ردحذف
  6. شيء جميل ان تطالب المرأة بحقوقها...لكن ليس على حساب الدين.. الله خلق الكون وهو اعلم بماهو افضل للبشرية...بالمناسبة اغضبني الكريكتير عن الحجاب...
    تحياتي...

    ردحذف
  7. في الحقيقة انا أوافقك الرأي على أن الرجال يدينون بالاعتذار للنساء, صحيح أن المرأة لست مساوية للرجل لأن هذا الأخير قوي بدنيا , لكن ما يمنحها قوة هو إيمانها و جمالها الداخلي و الذي بالطبع يطهره الحجاب ليس على اساس أنه ثوب تغطي به المرأة المسلمة شعرها بل على أساس انه التزام .
    فقد أثار من غضبي الكاريكاتير الذي وضعته عن الحجاب , فهو ليس سجنا على الإطلاق بل نافذة للانفتاح عن العالم و وسيلة للفوز بمرضاة الله .

    ردحذف